وقتئذ والملكوت يسبح بحمد الله والتناغم مابين السماء والأرض على أوجه رعدا وبرقاً ووعداً مكنتل بالعشم فى أزمنة الخير هذه ولد البنجوس فى إحدى مراتع قبيلة الشنخاب ببحر أبيض ، أقبل البنجوس على الحياة وشب فى بيئات مستفة بالطيب أصلًا وفروع ، محزومة بقدح أبو خرس صاحب البقرة المنيحة ، موسومة بحكمة أوتاد الأرض من أهل الخطوة والصلاح ومحروسة بأهل العلم أصحاب النفوس المرسلة كرماً وعطاء فتوفرت كل الدوافع والشواهد للتدوين للشخوص والحقب منطلقًا من عبقرية المكان والانسان ، تجده يتنقل مابين سينما كوستي وعطر المنابر فى ديوان حاج على ود البلة مفخرة حلة الجاك ، معدداً كرامات أصحاب النفوس الذكية ، محلقا مع محلق تاجوج ومجنون ليلى وعنترة وروميو وجوليت وهمسات الحب والريد تجده مفرطا فى عشق السودان وانسانه ، مأسورا ببساطة ونبل وتهذيب العلماء ، محتفيا بأولئك اللذين صاغوا حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والفنية فتجد الكابلي عنده يراوح مكانه فى العناوين والمدلول يتوهط سفر الرواكيب أيقونة للكلمة واللحن والتراث والثقافة كما منصور خالد السياسي الدبلوماسي البارع كما استاذ احمد ود مضوي الذي نحت القيم وأهدى المعرفة والقدوة الحسنة امتدادا استاذ البشير سعيد سليمان و حاج أحمد والتومة بت النعيم بغرسها الطيب والرجل الفحل عمدة دويح العزاز ، انها الرواكيب الصغيرة على رقاع التعايش وسلامة النية وصلاح النفوس، أدخلوها بسلام آمنين واتكرفوا همبريباً ودعاشاً وترحالا ماتعا يحمل طيه أسرار التألق الدائم للزول السوداني ( الراضع لبن أمو ) صدر فى توقيت هام من تاريخ أمتنا السودانية نأمل أن يسهم فى لملمة الشتات والتوثيق للخريطة الثقافية والاجتماعية للسودان
رواية بالغة الرهافة والإحساس، تلامس القلب بسلاسة وعذوبة.
حكايات ترويها حليمة عن الهموم الإنسانية والمشاعر المختلطة، تنسج بخيوطها تفاصيل عميقة وصادقة.
رواية تسحبك بخفة إلى داخلها، ولن تتركها حتى النهاية.
تقول حليمة:
"أتسمعون عن الناس الذين أصابتهم ضعف السمع، لكنهم يتحدثون ويسمعون؟ أنا أعرف أنها ليست بنفس قوة الآخرين. نحن نحيا وسطكم. هناك من يربون شعرهم ليداروا شكل السماعة، سواء بنت أو ولد. وهناك محجبات يخفين شكلها، مثلي أنا.
في خضم كل هذا، أنا سعيدة لأنني حية. سأحكي لكم باختصار شديد عن صوتي الذي لم يُسمع قط، وأنا الآن سأجعلكم تسمعون صوتي، ولن تنسوا هذا الوجه والصوت الذي يكتب."
مجموعة قصصية تضم سبعًا وثلاثين قصة، تتنوع بين القصيرة والقصيرة جدًا، مكتوبة بحس أنثوي بديع.
تتناول القصص عوالم المرأة وقضايا ذات أبعاد واقعية، بأسلوب شاعري رفيع.
في قصة فتيات الشجرة الملعونة تسرد:
"كل فتاة لا تستطيع أن تبوح بما يحمله قلبها، تجيء ليلًا إلى الفتيات المصلوبات حول جذع الشجرة، تعطيهن ماءً وحلوى، وتبذر عليهن بذور اليقطين، عسى أن تنبت واحدة أوراقًا عريضة تظلّل الأخريات."
وفي قصة احتياج تقول:
"حين احتاجت السماء إلى الحرث والبَذر، استدعت أبي، فنبتت النجوم. وحين توقفت عن النمو، استدعت أمي، لترعى نجومها فأضاءت وانطفأت هنا."
من أدب الرسائل، الذي يميل إلى الخواطر الذاتية، تكتب د. رنا النطّار رسائل عن الحياة والسيرة، وتغوص في أعماق المشاعر والأحاسيس الإنسانية.
تقول في رسالة:
"حين تختنق الحروف وتتجمد في حلقك، وتريد أن تصرخ بأعلى ما فيك لتتحرر من ذلك الألم الصامت الذي ينهش داخلك، ذلك الوجع المكتوم في صدرك. وحين تقرر أن تصرخ، فإنك تكتب رسائل."
وفي رسالة أخرى:
"في حياة كل منا قصة لا يعيشها غيره؛ فكل تفصيلة قد خُلقت لك وحدك، وحدك أنت من تعرف كل لحظاتك السعيدة وكل لحظاتك الحزينة."
وفي رسالة أخيرة:
"كم هو جميل العدم، اللاشيء، السكون... نحن الأحياء نتعذب أكثر من قطع بلور مكسور."